22 مايو 2025

تعرفوا على كاثرين وكامبيري وداه، ثلاث نساء من كوت ديفوار، عانين معًا من إصابة ولادة مدمرة لأكثر من 40 عامًا.

غيّر ناسور الولادة كل شيء: صحتهن، وثقتهن بأنفسهن، ومستقبلهن.

وبفضل دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان، وكالة الأمم المتحدة المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية، لم يستعدن صحتهن فحسب، بل استعدن حياتهن أيضًا، وتغلبن على الوصم، وأعدن بناء ثقتهن بأنفسهن، وركزن على أهدافهن المهنية والأسرية.

هكذا تبدو رحلتهن من الألم إلى القوة.

كاثرين: بداية جديدة لعاشقة الموضة

8 Billion
أنشأت كاثرين كشك الأقمشة الخاص بها، والذي أطلقته بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، في مدينة بواكيه.
8 Billion
كاثرين في منزلها مع ابنتيها، أبيبا، 7 سنوات، وآمي، 3 سنوات.
8 Billion
ذوق رفيع في التصميم: سيدة الأعمال ترتب أقمشتها المُختارة بعناية.
8 Billion
جارة كاثرين تساعدها في تعبئة بضاعتها.
8 Billion
آمي تسير مع والدتها إلى السوق.

كاثرين عاشقة للموضة.

ولكن بعد ولادة ابنتها الثانية منذ ثلاث سنوات، لم تتمكن من متابعة شغفها بعد ولادة معقدة.

تقول: "أصبت بناسور أثناء ولادة طفلتي الثانية. بعد ذلك، لاحظ زوجي أنني أسرب البول، ورغم أنني شعرت بالحرج إلا أنه كان داعما لي". الناسور - وهو قطع بين الجهاز التناسلي والمسالك البولية أو المستقيم، تنتج عن ولادة متعسرة مُطولة دون رعاية عالية الجودة - ويؤدي غالبًا إلى مشاكل صحية مزمنة.

وبجانب دعم زوجها، تلقت كاثرين مساعدة من صندوق الأمم المتحدة للسكان، مما ساعدها في الحصول على جراحة ترميم الناسور، بالإضافة إلى الاستثمار في مشروعها التجاري - مما مكنها من استعادة حياتها الطبيعية.

"الآن، وقد تعافيت، أشعر بالسعادة. أستطيع إدارة مشروعي التجاري وقضاء الوقت مع أصدقائي"
- كاثرين

كامبيري: "عشت مع إصابة ولادة لمدة 23 عامًا"

عانت كامبيري لمدة عقدين من الزمن من إصابة حدت من حياتها
إنها تصنع أواني "الكناري" الطينية، التي تستخدم لتخزين المياه أو كأصص للزرع أو كقطع ديكور.
مهارتها وفنها يجعلان أوانيها تحظى بشعبية كبيرة.
8 Billion
استثمر صندوق الأمم المتحدة للسكان في مشروع كامبيري، مما ساعدها في إشباع إبداعها واستقلالها المالي.

كامبيري، خزافة موهوبة من بلدة بونا، قضت معظم حياتها تعاني في صمت.

وتقول: "بعد ولادة طفلي في المنزل، عانيت من ناسور لمدة 23 عامًا"، مشيرة إلى أنها خلال هذه الفترة العصيبة، "أنجبت طفلًا آخر".

مدة ألمها تدل على قوتها الاستثنائية، ولكنه عبء لا ينبغي لأحد أن يتحمله. ناسور الولادة قابل للوقاية منه تمامًا. ومع ذلك، تعكس تجربتها واقعًا أوسع: عالميًا، تعاني ما لا يقل عن 500,000 امرأة وفتاة مع هذه الإصابة.

بينما كانت كامبيري تُرعى أسرتها، حاولت تجنّب الاختلاط الاجتماعي قدر الإمكان. تقول: "فضّلتُ عزل نفسي بسبب الناسور. لم أستطع الجلوس طويلًا خوفًا من البلل".

لم تكن تعلم أن حالتها قابلة للعلاج، حتى سمعت ذات يوم برنامجًا إذاعيًا عن الناسور. توجهت إلى مستشفى يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث خضعت لعملية جراحية لإصلاح الإصابة، وقد غير ذلك حياتها.

داه: من طفلة عروس إلى طاهية وناشطة مجتمعية

في سن الرابعة عشرة، عانت داه من ولادة جنين ميت وعاشت مع ناسور الولادة على مدار الستة عشر عامًا التال
أسست داه مشروع غذائي موسمي، حيث تطبخ وتبيع المنتجات الزراعية.
داه تحمل المنتجات الطازجة لاستخدامها في الطبخ.
8 Billion
تعمل داه (الثالثة من اليسار) مع مجموعة دعم تتكون في الغالب من ناجيات من الناسور في بونا،لتساعد لنساء أخريات يعانين من الناسور ولترفع الوعي المجتمعي بخصوص هذه الإصابة للحد من الوصم.

تقول داه، البالغة من العمر 32 عامًا، من بونا: "كنت في الرابعة عشرة من عمري عندما تزوجتُ وحملتُ. لم يوافق والدي على الزواج، فهربتُ من قريتي إلى غانا مع زوجي".

تقول، بعد فوات الأوان، إن "الجهل" كان سبب أفعالها. نشأت داه في مجتمع لا يُعطي الأولوية لتعليم الفتيات، فلم تذهب إلى المدرسة ولم تكن قادرة على تصور مستقبل مهني واعد. لم تكن داه على دراية بالمخاطر المرتبطة بزواج الأطفال أو الحمل المبكر، أو بتأثير أيِّ منهما على مسار حياتها.

وهكذا، وهي لا تزال طفلة، دخلت في المخاض. بعد خمسة أيام من محاولة الولادة في المنزل، نُقلت إلى المستشفى. وهناك، كما تقول، "أخبرني الأطباء أن الجنين قد مات في رحمي منذ زمن طويل". 

أدت محاولة الولادة المطولة إلى إصابة داه بالناسور. على مر السنين، خضعت داه لثماني عمليات جراحية فاشلة في محاولة لإصلاح الإصابة، قبل أن تُكللت الجراحة بالنجاح أخيرًا في مستشفى يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان عام 2022.

الآن، بنظرة جديدة للحياة، تأمل داه في تكوين أسرة. تقول: "سيذهب أطفالي في المستقبل إلى المدرسة، وسأرفض زواج بناتي قبل سن الثامنة عشرة".

القابلات المدربات يمنعن المآسي

8 Billion
القابلات ضروريات للحد من ناسور الولادة وتوفير العلاج الأساسي في الوقت المناسب.
8 Billion
لمنع المآسي التي يمكن تجنبها مثل الناسور، يجب أن تحظى صحة المرأة بتقدير أكبر، ويجب أن يكون الوصول إلى خدمات ما قبل الولادة روتينيًا.

تعاني نصف مليون امرأة وفتاة حول العالم من الناسور في صمت تام، دون أي دعم

على الرغم من أن هذه الحالة يمكن الوقاية منها وعلاجها بالكامل، إلا أن عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية المستمرة وعدم كفاية الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية لا يزالان يؤديان إلى زيادة حالات الإصابة بالناسور من خلال الحد من الوصول إلى الرعاية المنقذة للحياة، وخاصة في المجتمعات المهمشة.

لا شك أن هناك تقدمًا. ففي كوت ديفوار، وفّر جهد مشترك بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان ووزارة الصحة، بدعم قدره 16 مليون دولار من الوكالة الكورية للتعاون الدولي (KOICA)، علاجًا مجانيًا لأكثر من 4400 امرأة منذ عام 2007، بالإضافة إلى تدريب متخصصين، وتطوير المستشفيات، ومساعدة الآلاف على إعادة بناء حياتهن. وينفذ هذا البرنامج الوطني تحالف الأديان من أجل الصحة المتكاملة وتعزيز الإنسان في كوت ديفوار (ARSIP).

على الصعيد العالمي، يجب علينا أن نستمر في البناء على أصوات وتجارب النساء والفتيات لإيجاد حلول دائمة، وتعزيز خدمات الصحة الجنسية والإنجابية والأمومة والمواليد الجدد..

معًا يمكننا تحقيق هدفنا: القضاء كليا على الإصابة بالناسور بحلول عام 2030.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط والمعرفات الأخرى للمساعدة في تحسين تجربتك عبر الإنترنت. باستخدام موقعنا الإلكتروني توافق على ذلك، راجع سياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.

X