بيان

مع تصاعد الهجمات ضد العاملين في مجال الصحة والإغاثة، يجب أن يتحرّك القادة على وجه السرعة

calendar_today14 أغسطس 2025

لم يكن العمل الإنساني في أي وقت مضى أكثر أهمية – ولا أكثر عرضة للخطر – مما هو عليه اليوم. إذ تتفاقم الاحتياجات بصورة هائلة، ويستمرّ النقص الشديد في التمويل للاستجابة الإنسانية، بينما يتعرض العاملون في مجال الإغاثة والبنى التحتية الحيوية لهجمات متزايدة.

ففي شتى بقاع العالم، تحولت المرافق الصحية، التي كانت في الماضي ملاذات آمنة حتى في أشد النزاعات وحشية، إلى ساحات للمعارك. فمن جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى غزة وهايتي والسودان وأوكرانيا واليمن وغيرها، أصبحت المستشفيات والعيادات والعاملون في مجال الصحة وسيارات الإسعاف أهدافاً مباشرة للهجمات. 

بين عامَي 2023 و2024، تضاعفت أعمال العنف المرتكَبة ضد المرافق الصحية. 

ولم تقتصر الهجمات على هذه الأهداف فحسب، ففي هذا العام تجاوز عدد الوفيات بين العاملين في مجال الإغاثة نظيره في العام الماضي – الذي كان أصلاً العام الأكثر دموية على الإطلاق. وهؤلاء العاملون في مجال الصحة وفي المجال الإنساني يشكلون شريان حياة للمدنيين الذين تجتاحهم موجات العنف المتصاعدة. والهجمات المتعمدة ضدهم تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي –وهي انتهاكات غالباً ما تمرّ بدون عقاب. 

في سياقات الأزمات التي نعمل فيها، شهدنا هجمات على مستشفيات للولادة، وإطلاق نار من عصابات على أقسام الطوارئ، ما أسفر عن إصابة وقتل القابلات والأطباء وسائقي سيارات الإسعاف والمسعفين الأوائل والمرضى. وقد تضرّرت خدمات الصحة الجنسية والإنجابية على وجه الخصوص. 

في ظلّ التخفيضات الحادة في التمويل، ازدادت الصعوبة في الوصول إلى الخدمات الحيوية اللازمة لدعم صحة النساء والفتيات وبقائهنّ على قيد الحياة، وكذلك بات من الصعب العثور على خدمات من هذا النوع في الوقت الذي ترتفع فيه احتياجاتهنّ لتسجّل مستويات قياسية.

وكانت العواقب كارثية بالنسبة للنساء والفتيات اللاتي وقعنَ في براثن النزاعات: نساء حوامل يفقدن حياتهن عند سقوط قنابل على أقسام الولادة، أو عند الولادة بدون رعاية طبية ماهرة؛ وصار العنف الجنسي يُستخدم كسلاح حرب، فيما تخشى الناجيات طلب العلاج بعد الاغتصاب. 

ومع ذلك، كان صندوق الأمم المتحدة للسكان شاهداً أيضاً على مظاهر الشجاعة والتفاني، وعلى شراكات تعمل من أجل السلام الذي تستحقه النساء والفتيات. 

في اليوم العالمي للعمل الإنساني، نُحيّي زملاءنا المتفانين الذين يعملون في الخطوط الأمامية للعمل الإنساني، معرِّضين حياتهم لمخاطر جسيمة من أجل حماية صحة النساء والفتيات والشباب وسلامتهم وكرامتهم. 

إنّ الحصول على الرعاية الصحية الجيدة حق إنساني، بما في ذلك في أوقات النزاع. ويستحق كل من يقدم المساعدة وكل من يتلقى الرعاية أن يحظى بالأمن والحماية، وفق ما يكفله القانون الدولي.

رسالتنا إلى قادة العالم اليوم، وكل يوم، واضحة وبسيطة: اضمنوا وصول المساعدات بدون عوائق إلى كل مَن يحتاجها. واحموا العاملين في المجال الإنساني. وصونوا النظم الصحية والخدمات المنقذة للحياة. تحركوا من أجل الإنسانية.

UNFPA Global share