بيان

للفتيات الحق الكامل في الولوج للانترنت، ولا يجب تهميشهن : لنتّحد ضد العنف الرقمي

calendar_today25 نوفمبر 2025

بيان صادر عن السيدة ديين كيتا، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة

بالنسبة للعديد من المراهقات، تشكّل التكنولوجيا وعالم الإنترنت مساحةً حيوية لبناء الصداقات، وتكوين المجتمعات، وممارسة الحياة اليومية بطُرُق إيجابية لا تُعدُّ ولا تُحصى. ففي هذا الفضاء الافتراضي تحديداً يتعلّمنَ الكثير ويُبدعنَ في كل المجالات ويستكشفنَ العالم من حولهنّ.

يحقّ لكل فتاة أن تستفيد من جميع الفرص لتنمو وتزدهر في هذا المشهد الرقمي الذي يتطوّر سريعاً من حولنا، ويحقّ لها أن تستخدمه بأمان تام، من دون أن تتعرّض لمحتوىً بغيض لمجرّد كونها أنثى. لكن الواقع يُظهر لنا أنّ العنف الرقمي ضد المراهقات بات متفشياً إلى حد مقلق، حتى أنّ الكثيرات اليوم أصبحنَ "يتوقعنَ" التعرّض له ولا يستبعدنَ ذلك.

تتنوّع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تسهله التكنولوجيا، لتشمل خطابات الكراهية، والإساءات القائمة على الصور، والاختراقات المتعمّدة للحسابات، والمطاردة السيبرانية. ومع التطوّر السريع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تظهر أيضاً أشكالٌ جديدة من العنف. وما يحدث على الإنترنت لا يبقى فيه دائماً، بل يمتد في كثير من الأحيان إلى العالم الحقيقي.

بات الكثيرون، ولا سيّما المراهقات، يتعاملون مع مشاركة الصور الحميمية على الإنترنت كأمر طبيعي في العلاقات. إلا أنّ القليل منهم يدركون أنّ هذه الصور، إذا ما وقعت في الأيادي الخطأ، يمكن أن تنتشر إلى الأبد وسرعان ما تتحوّل إلى أداة للابتزاز والتهديد. ومن المرجح أن يزداد الوضع سوءاً مع إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي لابتكار أشكال جديدة من الأذى، سواء من خلال التلاعب بالصور ومقاطع الفيديو (المعروفة باسم "عمليات التزييف العميق") أو عبر روبوتات الدردشة التي تعزز العزلة عن الأصدقاء والعائلة في العالم الحقيقي.

يجب أن يتمتع أولياء الأمور والمعلمون ومقدمو الرعاية بمزيد من الوعي حول مدى انتشار العنف الرقمي، وأن يكونوا مجهّزين بالأدوات اللازمة لمنع الأذى والتصدّي له.

لا يكمن الحلّ في منع الفتاة من الاتصال بالإنترنت لتجنّب العنف، إذ أنّ ذلك يحرمها من فرص تعلّم المهارات التي سترسم ملامح مستقبلها. وبدلاً من ذلك، يمكن التعاون مع اليافعات بشكل استباقي لمساعدتهنّ على إعمال حقوقهنّ الرقمية وتعلّم كيفية حماية أنفسهنّ. يجب أن يتعلم الفتيانُ والفتيات على حد سواء معنى وأهمية التراضي والاحترام المتبادل، سواء على الإنترنت أو خارجه.

في نهاية المطاف، تأتي الحماية الفعلية من التصدّي بشكل سريع للإساءات المبلغ عنها، ومن خلال تكنولوجيات مصمّمة ومنظّمة وفقاً لمبادئ آمنة وأخلاقية وقائمة على الحقوق، ومن الأطُر والأنظمة القانونية التي تحاسب الجُناة وتضمن العدالة للناجين.

تستحق الفتيات اليافعات حضوراً كاملاً ومُرضياً على الإنترنت.

في اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة لهذا العام وفي كل يوم، دعونا نقف يداً بيد لإنهاء العنف الرقمي وبناء مستقبل تكون فيه التكنولوجيا أداةً لتمكين النساء والفتيات ولا تعرضهنّ للخطر.

UNFPA Global share

نستخدم ملفات تعريف الارتباط والمعرفات الأخرى للمساعدة في تحسين تجربتك عبر الإنترنت. باستخدام موقعنا الإلكتروني توافق على ذلك، راجع سياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.

X