الصندوق النوعي للمستقبل الديمغرافي
الصندوق النوعي للمستقبل الديمغرافي (المعروف سابقًا بالصندوق النوعي للبيانات السكانية) يدعم الدول في التنبؤ بالتغيرات الديمغرافية والتكيف معها والاستفادة منها، مما يمكّنها من بناء مجتمعات أكثر صمودًا وشمولًا واستدامة. ويعتمد هذا العمل على بيانات سكانية قوية، وتحليلات مستقبلية، وسياسات تستند إلى حقوق الإنسان والخيارات المستنيرة.
يُستثمر ثمانون في المئة من موارد الصندوق النوعي للمستقبل الديمغرافي في تعزيز القدرات الوطنية للاستجابة للتغيرات الديمغرافية—سواء كان ذلك يعني إدارة النمو السكاني أو انخفاضه، أو الزيادة في عدد الشباب أو الشيخوخة، أو تغيرات في معدلات الخصوبة أو الوفيات، أو أنماط الهجرة المتغيرة. وتأخذ هذه الجهود أيضًا في الاعتبار الاتجاهات الكبرى مثل التقدم التكنولوجي، والتحضر، وتغير المناخ—وذلك بهدف بناء القدرة على الصمود، مع المضي قدمًا في تنفيذ برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية وتسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
التحدي
للتغيرات الديمغرافية آثار بعيدة المدى على الحد من الفقر، والحد من أوجه عدم المساواة، وأنظمة الحماية الاجتماعية، والرعاية الصحية، والتعليم، والعمل اللائق، والنمو الاقتصادي المستدام، والتحول نحو اقتصادات خضراء ومجتمعات تشمل الجميع، وتمويل التنمية. لكن كل دولة لها وضعها الخاص بها. فبعض الدول تكافح من أجل تعليم وتوظيف أعداد متزايدة من الشباب، بينما تواجه دول أخرى شيخوخة سكانية، وتقلصًا في القوى العاملة، وضغوطًا متزايدة على أنظمة التقاعد والرعاية الصحية. وقد اعترف الأمين العام للأمم المتحدة بأن التغير الديمغرافي هو أحد المتغيرات الكبرى التي تُشكّل التنمية، وأصبح الآن عنصرًا مركزيًا في السياسات والتخطيط على المستوى العالمي—لكن الدول بحاجة إلى أدلة وأدوات ودعم أفضل لاتخاذ الخطوات اللازمة.
القضايا الرئيسية
- على المستوى العالمي، لم يتم إحصاء 30% من السكان خلال دورة التعداد السكاني لعام 2020، وفي أفريقيا تم التغاضي عن ما يقرب من نصف السكان (45%).
- 65% فقط من الدول قامت بتنفيذ خطط إحصائية وطنية، بينما لا تمتلك سوى 35% من الدول ذات الدخل المنخفض أو المتوسط المنخفض تمويلُا كافيًا.
- 68% فقط من مؤشرات أهداف التنمية المستدامة تتمتع بتغطية جيدة بالبيانات، فيما تفتقر ثلث المؤشرات إلى بيانات حديثة، مما يُقوّض قدرة صانعي السياسات على اتخاذ قرارات في الوقت المناسب.
- هناك عدد متزايد من الدول التي تبدي قلقًا بشأن اتجاهات الخصوبة والشيخوخة، في حين لا تزال العديد من الدول الأقل نموًا تواجه نموًا سكانيًا سريعًا ومعدلات وفيات مرتفعة.
لماذا الاستثمار؟
على الرغم من أهميته، فإن التمويل المخصص للبيانات السكانية يشهد تراجعًا، مما يُهدد قدرة العالم على التخطيط للتغيرات الديموغرافية. ويُقدَّر أن هناك حاجة إلى 75 مليون دولار سنويًا حتى عام 2030 لتحديث التعدادات السكانية، وتطوير أنظمة تسجيل الأحوال المدنية والإحصاءات الحيوية، وتأهيل جيل جديد من خبراء البيانات السكانية. صندوق الأمم المتحدة للسكان هو الوكالة الرائدة في الأمم المتحدة المعنية بالديناميات السكانية، ويمتلك خبرة تمتد لأكثر من 50 عامًا، ويعمل في 150 دولة، وله سجل حافل في التعاون مع الحكومات والشركاء لمواجهة التحديات الديمغرافية.
الاستثمار في استشراف التحولات الديمغرافية هو شكل من أشكال العمل الوقائي—فهو يساعد الدول على تجنب الضغوط المالية المستقبلية، وعدم الاستقرار الاجتماعي، وهدر الإمكانيات البشرية. وهو يُمكّن الحكومات من التخطيط بشكل أكثر ذكاءً، والإنفاق بكفاءة أكبر، وتحقيق نمو شامل. يقدّم صندوق الأمم المتحدة للسكان خبرة فنية متخصصة، وحضورًا قويًا على المستوى الوطني، ورؤية للتنمية ترتكز على الإنسان وتستند إلى البيانات.
النتائج
يهدف الصندوق إلى ضمان أن تتمكن كل بلد من
- القدرة على جمع وتحليل البيانات السكانية من خلال التعدادات والمسوحات والسجل المدني.
- فهم كيفية تأثير الاتجاهات الديموغرافية على احتياجات الأفراد، بدءًا من أنظمة التقاعد والرعاية الصحية والتعليم والإسكان وأسواق العمل.
- استخدام الرؤى الديمغرافية لإثراء استراتيجيات التنمية الوطنية في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
الحل
بصفته الوكالة الرائدة في الأمم المتحدة المعنية بديناميات السكان، يُلبي صندوق الأمم المتحدة للسكان الطلب المتزايد من الدول على الدعم المُوجَّه. ومن خلال صندوقه النوعي، سيُطبِّق صندوق الأمم المتحدة للسكان نُهُجًا مُبتكرة ويبني شراكات استراتيجية في ثلاثة مجالات رئيسية: توليد أدلة دامغة، وتعزيز الروابط بين العلوم والسياسات، وتعزيز القدرات الوطنية. وسيُقدِّم برنامج العائد الديمغرافي والمرونة الديمغرافية للدول حلولًا مُصمَّمة خصيصًا وقائمة على الحقوق للتعامل مع الاتجاهات الديمغرافية والاستفادة منها.
يمكنكم الاطلاع على مزيد من المعلومات في "نظرة عامة على الصندوق النوعي للمستقبل الديمغرافي"
تحديث 23 حزيران/يونيو 2025
