EN ES AR

بيان

الفتيات يكافحنَ في الخطوط الأمامية للأزمات ويناضلنَ من أجل مستقبلهن

calendar_today08 أكتوبر 2025

بيان صادر عن السيدة ديين كيتا، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان (11 تشرين الأول/أكتوبر)

لكل فتاة الحق في أن تعتزّ بهويتها وتختار كيف تريد لشخصيتها أن تكون. ومع انتقالها إلى مرحلة البلوغ، يجب أن تُحترم، وتُحمى، وتُتاح لها الفرصة لتزدهر، وأن يُستمع إلى تطلعاتها بشأن مستقبلها وتُشجَّع عليها، وأن تُصان حقوقها وخياراتها.

غير أنّ هذه الرحلة ما تزال محفوفة بالمخاطر بالنسبة لملايين المراهقات حول العالم، إذ يواجهن عواقب جسيمة ناجمة عن أزمات وكوارث لم يكنّ سبباً في وقوعها. 

يعيش نحو نصف شباب العالم اليوم في بلدان تشهد مستويات مرتفعة أو شديدة من النزاعات العنيفة. وفي هذه البيئات، تكون المراهقات غالباً أول من يُحرمن من فرص التعليم والرعاية الصحية، بما في ذلك رعاية الصحة الجنسية والإنجابية المنقذة للحياة، فضلاً عن الخدمات الأساسية الأخرى الضرورية لرفاههنّ، كما يزداد تعرضهنّ لزواج الأطفال والعنف القائم على النوع الاجتماعي نتيجة انعدام الأمن وتفاقم الأوضاع الاقتصادية.

ومع ذلك، فإن ما يثير الإعجاب مراراً هو ما تبديه هؤلاء الفتيات من إصرار على تخيّل عالم أفضل يتولين فيه زمام القيادة لبنائه. إنهنّ ينادين بالسلامة والكرامة وحقوق الإنسان، ويستمددن الشجاعة من تجاربهن الشخصية للمطالبة بإنهاء الممارسات الضارة، مثل تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، ويناشدن من أجل إحلال السلام لأسرهنّ ومجتمعاتهنّ، كما يناشدن السلام لأسرهنّ وأقرانهنّ ومجتمعاتهنّ.

وفي هذا اليوم الدولي للطفلة، نحتفي بالفتيات ونثمّن ما يتمتعن به من قدرات وإمكانات لا حدود لها، غير أنه لا يمكن أن نُحمّلهنّ وحدهنّ مسؤولية إصلاح عالم يرزح تحت وطأة الأزمات.

علينا جميعاً أن نكفل لكل فتاة تعيش في خضم أزمة، مهما كانت حدّتها، إمكانية الوصول إلى مساحات آمنة تشعر فيها بالتمكين والثقة بالنفس، حيث يمكنها طلب المشورة ومواصلة التعلم. وسواء كانت الفتاة داخل المدرسة أو خارجها، يجب أن نحرص على تمكينها من اكتساب المهارات الحياتية والحصول على التربية الجنسية الشاملة، المستندة إلى الأدلة العلمية والمراعية لمرحلتها العمرية، بما يساعدها على الانتقال بأمان وثقة إلى مرحلة البلوغ.

يوفّر صندوق الأمم المتحدة للسكان هذا الدعم الحاسم للفتيات المراهقات في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك في حالات الأزمات. ففي عام 2024، أُتيح للشباب في 32 بلداً متأثراً بالأزمات، من خلال المساحات الصديقة للشباب التي أنشأها الصندوق، الوصول إلى المعلومات والخدمات الحيوية، والحصول على الدعم النفسي والاجتماعي والتدريب المهني، ضمن بيئات آمنة تُمكّنهم من التعبير عن مخاوفهم بحرية والمشاركة بفاعلية في جهود تعافي مجتمعاتهم وصمودها.

وقد لخّص أحد المشاركين الأثر العميق لهذه المبادرات بقوله: "في مركز الشباب، تعلّمنا أنا وأصدقائي الكثير، وثابرنا على تطوير أنفسنا حتى نصبح قادرين على مساعدة الجيل التالي من الشباب. لا نريد لهذا الجيل أن يواجه المعاناة والعقبات التي مررنا بها."

علينا أن نستثمر معاً في المنظمات التي تقودها المراهقات والشابات، لما لها من دور محوري في تعزيز قيادتهنّ ودفاعهنّ عن الحقوق. ولهذا السبب، يواصل صندوق الأمم المتحدة للسكان بناء شراكات استراتيجية مع المنظمات التي يقودها الشباب ومع الناشطين الشباب الذين يعملون بإصرار على الدفاع عن أولوياتهم في مجالات الصحة والحقوق والتنمية، ويدعون العالم إلى اتخاذ إجراءات حازمة لمواجهة تغير المناخ.

وعندما تتقدم الفتاة لمواجهة التحديات التي تعترض طريقها، يجب أن تكون واثقة من أن العالم يقف إلى جانبها، مستعداً لتمهيد الطريق أمامها، ليس نيابةً عنها بل بالتعاون معها. في هذا اليوم الدولي للطفلة، نجدد التزامنا الراسخ بالنهوض بالصحة والحقوق الجنسية والإنجابية للمراهقات، بكل تنوعاتهنّ الجميلة، أينما كُنّ في هذا العالم. ولنلتزم بالعمل مع الفتيات ومن أجلهنّ، لمساعدتهنّ على تحقيق كامل إمكاناتهنّ وبناء مستقبلٍ مشرق لهنّ ولمجتمعاتهنّ. فهنّ يستحقنّ ذلك، ولا أقلّ من ذلك.

UNFPA Global share