EN FR AR

أخبار

تأكيد المجاعة في غزة - الحوامل والرُضّع معرضون لخطر شديد

calendar_today25 أغسطس 2025

 امرأة تُطعم أطفالها أمام خيمتهم في مخيم للنازحين
امرأة تُطعم أطفالها أمام خيمتهم في مخيم للنازحين غرب مدينة غزة. ©صندوق الأمم المتحدة للسكان فلسطين/هاردي سكيلز.

قطاع غزة، الأرض الفلسطينية المحتلة - "أين العالم الذي يراقب ما يحدث لنا ولأطفالنا؟ جميع عائلات العالم لديها أطفال"، هذا ما قالته إيناس، التي تعيش في مخيم للنازحين مع أطفالها الثلاثة في مدينة غزة، حيث تأكدت المجاعة لأول مرة.

"هل سيقبلون أن يستيقظ أطفالهم جائعين؟"

وبحسب تحليل جديد للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، ووكالة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي، فإن أكثر من نصف مليون شخص في غزة معرضون لخطر المجاعة.

بعد عامين من الحرب، والنزوح المتكرر، والقيود الصارمة على إيصال المساعدات الإنسانية، أُعلنت المجاعة في محافظة غزة، ومن المتوقع أن تمتد هذه الظروف الكارثية إلى محافظتي دير البلح وخان يونس خلال الأسابيع المقبلة. وتُعلن المجاعة (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) عند تجاوز ثلاث عتبات حرجة: الحرمان الغذائي الشديد، وسوء التغذية الحاد، والوفيات المرتبطة بالجوع.

قال صندوق الأمم المتحدة للسكان في بيان له: "بالنسبة للأمهات في غزة، فإن ذلك يعني إجبارهن على الولادة بينما يعانين من سوء التغذية والإرهاق، ويواجهن خطر الوفاة بشكل متزايد. مما يعني أن أطفالهن يولدون أصغر مما ينبغي، أو ضعفاء جدًا، أو مبكرًا جدًا، مما يصعّب عليهم البقاء على قيد الحياة. مما يعني بدوره أن الأمهات غير قادرات على الرضاعة الطبيعية لأنهن أيضًا يتضورن جوعًا".

يموت الناس بالفعل بسبب سوء التغذية في غزة. وبحلول نهاية أيلول/سبتمبر من المرجح أن يواجه أكثر من 640 ألف شخص المجاعة في جميع أنحاء قطاع غزة، مع توقع أن يواجه 1.14 مليون شخص إضافي - أي أكثر من 50% من سكان غزة - ظروفًا طارئة (المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي).

النساء والفتيات الأكثر تضررًا

 إيناس تلعب مع مولودها الجديد بين الخيام في مخيم للنازحين
إيناس، أم لثلاثة أطفال، تلعب مع مولودها الجديد خارج خيمتها غرب مدينة غزة. ©صندوق الأمم المتحدة للسكان فلسطين/هاردي سكيلز.

يبلغ أصغر أطفال إيناس بضعة أشهر فقط. تبذل إيناس قصارى جهدها لتوفير منزل لعائلتها رغم غياب المستلزمات الأساسية، فتنظف محيط خيمتها بيديها العاريتين، وكثيرًا ما تستخدم الرمل لغسل أواني الطبخ.

قالت لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وكالة الأمم المتحدة المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية: "أعيش الآن في خيمة [...] كان الوضع صعبًا للغاية بالنسبة لي كامرأة حامل".

"أنا وأطفالي نعاني أيضًا من نقص الغذاء، وخاصةً مولودي الجديد. أحيانًا أُعطي حصتي من الطعام لأطفالي حتى لا يشعروا بالجوع، مما يؤثر على صحتي وصحة طفلي. كثيرًا ما أشعر وكأنني على وشك الإغماء".

في أوقات انعدام الأمن الغذائي، غالبًا ما تكون الأمهات آخر وأقل من يحصل على الطعام. منذ انهيار وقف إطلاق النار الهش في آذار/مارس 2025، فرضت إسرائيل قيودًا صارمة على توزيع الغذاء والمساعدات الأخرى؛ ونظرًا لوجود معظم مواقع توزيع المساعدات في رفح ووسط غزة اللتين تسيطر عليهما إسرائيل، يُجبر الفلسطينيون النازحون الذين يعانون من سوء التغذية على القيام برحلة ذهاب وعودة شاقة تستغرق ست ساعات لإطعام أسرهم.

الكثيرون لا يعودون بأي شيء، حتى أرواحهم.

فقد قُتل ما لا يقل عن 1880 شخصًا وجُرح أكثر من 4000 آخرين أثناء بحثهم عن الطعام. كما أن عمليات الإنزال الجوي للإمدادات غير كافية وخطيرة، إذ لا تصل المساعدات إلى الفئات الأكثر ضعفًا، وغالبًا ما تؤدي إلى إصابات أو حتى وفيات أثناء محاولة اليائسين تحديد موقعها والوصول إليها.

قالت إيناس: "نرى يوميًا أناسًا يتجهون إلى نقاط توزيع المساعدات، يسيرون نحو الموت، لمجرد جلب الخبز لأطفالهم. نرى صورًا لشباب يحملون أكياس دقيق ملطخة بالدماء".

يُضطر العديد من النساء والأطفال وغيرهم من الفئات المستضعفة، بمن فيهم كبار السن، إلى الاعتماد على أفراد أسرهم لمحاولة جلب حصصهم الغذائية، مما يزيد من خطر سوء التغذية والموت جوعًا. ومن المتوقع أن تواجه ما يقرب من 55,000 امرأة حامل ومرضع في غزة خطر الوفاة بسبب سوء التغذية بحلول منتصف عام 2026 - أي ثلاثة أضعاف العدد المُقلق أصلًا والبالغ 17,000 امرأة في مايو 2025 - ويُولد الآن واحد من كل خمسة أطفال قبل أوانه أو يعاني من نقص الوزن.

أزمة يمكن تجنبها

 فتاة تقف عند مدخل خيمة عائلتها في مخيم للنازحين
فتاة تقف عند مدخل خيمة عائلتها في مخيم للنازحين غرب مدينة غزة. ©صندوق الأمم المتحدة للسكان فلسطين/هاردي سكيلز.

أفادت التقارير بمقتل أكثر من 62 ألف شخص في غزة، من بينهم ما يُقدر بنحو 28 ألف امرأة وفتاة، منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023. ودعت هيئات الأمم المتحدة يوم الجمعة إلى وقف فوري لإطلاق النار وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق لمنع المزيد من الوفيات، مشددةً على ضرورة وقف المجاعة بأي ثمن. ويشير تحليل التصنيف المرحلي المتكامل إلى أن "أي مزيد من التأخير - حتى ولو لأيام - سيؤدي إلى ارتفاع غير مقبول على الإطلاق في الوفيات المرتبطة بالمجاعة".

بين 2 آذار/مارس و19 آيار/مايو 2025، منعت إسرائيل دخول جميع المواد الغذائية إلى قطاع غزة؛ وبين آيار/مايو وتموز/يوليو، لم تكن كمية الغذاء الداخلة كافية لإطعام سكان غزة الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة. وقد أدى تدمير المنازل والبنية التحتية، والنزوح المتكرر، وانعدام الأمن الغذائي المطول إلى حرمان معظم الأسر من أي وسيلة للتكيف أو التعافي.

شرحت إيناس كيف وجدت هي وعائلتها الإرادة للبقاء. وقالت: "في كل يوم نستيقظ على أمل أن نجد حلاً في الغد، وأن تتحسن الأمور".

وأضافت: "لكن للأسف، الأمور تزداد سوءًا. نعلم أننا في حرب. ولكن هل هذا ذنب أطفالنا؟ أبسط حق هو الحق في الطعام".

منذ شهر تموز/يوليو قام صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوزيع الأدوية والإمدادات الأساسية خلال وقف إطلاق النار، وأعدها للتوزيع على المرافق الصحية التي لا تزال تعمل في جميع أنحاء غزة، وإن كان ذلك على نطاق أقل بكثير من الاحتياجات.

قال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ: "[هذه] مجاعة كان بإمكاننا تجنّبها لو سُمح لنا [...] إنها مجاعة تُصيب الفئات الأكثر ضعفًا أولًا. لكلٍّ منهم اسم، ولكلٍّ منهم قصة. وهذا يُجرّد الناس من كرامتهم قبل أن يُجرّدهم من الحياة. ويُجبر الوالدين على اختيار طفلهم الذي يُطعمونه".

يقول بيان صندوق الأمم المتحدة للسكان: "لا ينبغي أن تضطر أي امرأة إلى الولادة في ظروف مجاعة. لا ينبغي أن يبدأ أي طفل حياته جائعًا. كل يوم من التقاعس يُحمّل المزيد من الأمهات والمواليد الجدد المعاناة. يجب أن تنتهي هذه المعاناة وهذا الجوع الآن".

UNFPA Global share

نستخدم ملفات تعريف الارتباط والمعرفات الأخرى للمساعدة في تحسين تجربتك عبر الإنترنت. باستخدام موقعنا الإلكتروني توافق على ذلك، راجع سياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.

X