في الأزمات الإنسانية، سواء الناتجة عن نزاعات أو كوارث طبيعية وحالات الطوارئ المتعلقة بالصحة العامة، غالبًا ما تُهمَل احتياجات الصحة الجنسية والإنجابية - مما يؤدي إلى عواقب وخيمة. وتتعرض النساء الحوامل لخطر حدوث مضاعفات تهدد حياتهن إذا لم يحصلن على خدمات رعاية ما قبل الولادة وأثناء الولادة وخدمات التوليد في حالات الطوارئ. وتتعرض النساء والفتيات لخطر التعرض للعنف والاستغلال الجنسيين بشكل متزايد، إلى جانب ارتفاع احتمالية إصابتهن بفيروس نقص المناعة البشرية، ومع ذلك، غالبًا ما يُحرَمن من خدمات الحماية الأساسية. وتفقد نساء كُثُر إمكانية الوصول إلى خدمات تنظيم الأسرة، مما يزيد من احتمالية تعرضهن للحمل غير المرغوب فيه في ظروف محفوفة بالمخاطر. 

 

يتواجد صندوق الأمم المتحدة للسكان، وكالة الأمم المتحدة المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية، على الأرض قبل الأزمات وأثنائها وبعدها، ويعمل مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية المحلية -التي تقود النساء العديد منها- ووكالات الأمم المتحدة والشركاء الآخرين لضمان دمج خدمات الصحة الإنجابية والجنسية والوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي والتصدي له في الاستجابات الإنسانية. 

 

في جميع أنحاء العالم، يُدرب صندوق الأمم المتحدة للسكان العاملين الصحيين، وينشر فرقًا صحية متنقلة، ويُنشئ خيامًا طبية طارئة مؤقتة، ويُسلم معدات ومستلزمات الصحة الإنجابية ومستلزمات النظافة الأساسية حيثما تشتد الحاجة إليها.

Topic summary

رعاية الصحة الإنجابية ومستلزماتها

يُعد صندوق الأمم المتحدة للسكان الوكالة الرائدة عالميًا في توفير رعاية الصحة الإنجابية المنقذة للحياة للأمهات في الأزمات الإنسانية. حتى في البيئات المستقرة، تُعدّ المضاعفات المتعلقة بالحمل والولادة من بين الأسباب الرئيسية لوفاة النساء في سن الإنجاب. ولكن في حالات الطوارئ، تضعف النظم الصحية أو غالبًا ما تنهار تمامًا، مما يجعل الوصول إلى القابلات الماهرات ورعاية التوليد في حالات الطوارئ محدودًا على نحوٍ خطير. كما تزيد هذه الفجوات من خطر الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًا، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية، لا سيما عند انقطاع الوصول إلى الواقي الذكري وخيارات الفحص والعلاج.

سواءً بإعادة بناء غرف الولادة في المرافق الصحية المتضررة، أو إنشاء وحدات توليد طارئة مؤقتة، أو نشر عيادات متنقلة للوصول إلى المجتمعات المعزولة، فإن هدف صندوق الأمم المتحدة للسكان واضح: استعادة الوصول إلى الرعاية في أسرع وقت ممكن. يُدرّب صندوق الأمم المتحدة للسكان القابلات والعاملين الصحيين  ويُجهّزهم ويُنشرهم لتقديم الخدمات الأساسية، مع توفير تدريب شامل على ممارسات الولادة الآمنة، ورعاية حديثي الولادة، وإجراءات التوليد في حالات الطوارئ. تُزوَّد المرافق الصحية بعمليات نقل دم آمنة، ومعدات تعقيم، ولوازم الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، بما في ذلك العلاج الوقائي بعد التعرض للفيروس لحماية العاملين في الخطوط الأمامية.

المستلزمات

منذ عام 1998، لعب صندوق الأمم المتحدة للسكان دورًا عالميًا محوريًا في إدارة إمدادات الحقائب الموحدة التي تحتوي على مستلزمات الصحة الإنجابية في حالات الطوارئ الإنسانية. تحتوي هذه الحقائب على الأدوية والمعدات والأدوات اللازمة لتلبية احتياجات الصحة الجنسية والإنجابية للنساء والرجال والمراهقين في الأيام الأولى من الأزمة. تتراوح هذه الحقائب بين لوازم الولادة النظيفة، ومستلزمات صحة الأم والوليد الأساسية لدعم رعاية التوليد الطارئة، إلى المعدات الجراحية اللازمة لإنشاء جناح ولادة يعمل بكامل طاقته، بما في ذلك عمليات الولادة القيصرية. توفر حقائب إضافية وسائل تنظيم الأسرة، وعلاجًا للعدوى المنقولة جنسيًا، وموارد لإدارة حالات سقوط الحمل وفقدان الدم.

ولتلبية الاحتياجات الصحية واحتياجات الحماية الأوسع، يوزع صندوق الأمم المتحدة للسكان أيضًا حقائب الكرامة التي تحتوي على لوازم النظافة الأساسية مثل الصابون، ومنتجات الحيض، والملابس الأساسية - وهي ضرورية للنساء والفتيات اللواتي يواجهن ظروف النزوح. غالبًا ما تُرفق هذه المساعدات بمصابيح يدوية وصفارات ومعلومات عن خدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي المتاحة، مما يُسهم في زيادة فرص الحصول على الدعم. يتحرك صندوق الأمم المتحدة للسكان بسرعة، ويُسلّم هذه الإمدادات في غضون ساعات من وقوع الأزمة. ومع استقرار الأوضاع، نعمل مع شركائنا الوطنيين والمحليين، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، لتقييم الاحتياجات المُتصاعدة وتعزيز سلاسل التوريد المحلية لضمان توافر رعاية الصحة الإنجابية في مواجهة أي صدمات مُستقبلية.

الاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي والحماية منه

ينتشر العنف القائم على النوع الاجتماعي على نطاق واسع حتى في أوقات السلم، ويتفاقم خلال الأزمات. في حالات الطوارئ، غالبًا ما يتمكن مرتكبو العنف الجنسي من الإفلات من العقاب، في حين تُحرم النساء والفتيات من الوصول إلى نُظُم الحماية والدعم.

يُعد العنف القائم على النوع الاجتماعي أحد المجالات الأساسية لتدخل صندوق الأمم المتحدة للسكان، مع ميزة نسبية متجذرة في نهجنا المتكامل للوقاية والاستجابة، والذي يربط بين الحماية والصحة الجنسية والإنجابية. يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان من خلال المرافق الصحية - التي تُمثل نقاط دخول أساسية للناجيات - لتوفير رعاية طبية شاملة، بما في ذلك علاج ما بعد الاغتصاب، والدعم النفسي الاجتماعي، والإحالات للمساعدة القانونية.

الإدارة السريرية للاغتصاب: الناجين من العنف الجنسي قد يكونون من أي جنس أو عمر، لكن النساء والفتيات هن الأكثر عرضة للاغتصاب. يحمل الاغتصاب عواقب جسدية ونفسية واجتماعية وخيمة على الناجيات، بما في ذلك الاكتئاب والقلق، وفيروس نقص المناعة البشرية أو غيره من العدوى المنقولة جنسيًا، والحمل غير المرغوب فيه، والوصم الاجتماعي من أفراد الأسرة والمجتمع.

يُدرّب صندوق الأمم المتحدة للسكان مُقدّمي الرعاية الصحية على تقديم رعاية طبية واستشارات ودعم سريين ومتعاطفين ومرتكزين على الناجيات. كما يُوفّر الصندوق حقائب علاج ما بعد الاغتصاب ومستلزمات أخرى للمرافق الصحية والمستشفيات ومُقدّمي الخدمات المُدرّبين، ويضمن حصول الناجيات على الدعم النفسي الاجتماعي، والمساعدة القانونية، وغيرها من الخدمات الأساسية.

مساحات آمنة للنساء والفتيات: بالتعاون مع السلطات الصحية ومُقدّمي الخدمات الاجتماعية، يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان المساحات الآمنة في الأوضاع الإنسانية لضمان حصول النساء والفتيات على الدعم والأمان اللازمين. تُشكّل هذه المساحات نقاط دخول للوصول إلى الرعاية الطبية، والخدمات النفسية الاجتماعية، والإحالات القانونية.

العدوى المنقولة جنسيًا: في حالات الأزمات، تُزيد عوامل مُتعدّدة من تعرّض الناس للإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًا، وتشمل هذه العوامل انهيار الشبكات الاجتماعية والمعلوماتية، وتفكك البُنى الأسرية، ومحدودية الوصول إلى الواقيات الذكرية، وتزايد العنف الجنسي والسلوكيات عالية الخطورة. بصفته أكبر مُورّد دولي للواقيات الذكرية في العالم، يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان الوقاية من العدوى المنقولة جنسيًا وعلاجها من خلال وسائل منع الحمل، والأدوية الأساسية، وغيرها من اللوازم. يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان أيضًا تدريب مقدمي الرعاية الصحية على التعرف على الأعراض وتشخيصها، وتوفير علاج فعال في سرية، وتنظيم حملات توعوية ومعلوماتية.

التنسيق والقيادة: منذ عام 2017، يقود صندوق الأمم المتحدة للسكان مجال تحمّل مسؤولية العنف القائم على النوع الاجتماعي، وهو منتدى عالمي لتنسيق الوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي وتخفيف مخاطر التعرّض له والاستجابة له في الأوضاع الإنسانية. يقدم هذا المنتدى، الذي يعمل كجزء من مجموعة الحماية العالمية، إرشادات سياساتية مشتركة بين الوكالات للمجموعات الفرعية المعنية بالعنف القائم على النوع الاجتماعي حول العالم، ويدعم الاستجابة في الأزمات الإنسانية غير المتعلقة باللاجئين، ويقود وضع المعايير والسياسات للوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له.

تنظيم الأسرة

يزيد غياب وسائل تنظيم الأسرة الطوعي في حالات الطوارئ - بما في ذلك الواقي الذكري ووسائل منع الحمل الطارئة - من خطر حدوث حمل غير مرغوب فيه، ويعرض صحة النساء الحوامل للخطر، وقد يدفع الأفراد إلى اللجوء إلى عمليات إجهاض غير آمنة، تصحبها عواقب صحية وخيمة. يستجيب صندوق الأمم المتحدة للسكان من خلال توفير وسائل منع الحمل الحديثة والتدريب لمقدمي الرعاية الصحية والعاملين في مجال التوعية المجتمعية لضمان رعاية واعية ومحترمة وسريعة.

الشباب

نصف سكان البلدان المتضررة من الأزمات والهشاشة هم دون سن العشرين، ويبلغ عددهم 1.4 مليار نسمة، ومع ذلك، غالبًا ما تُغفل احتياجاتهم الفريدة  في الاستجابة الإنسانية، كما تُغفَل قدرتهم على المساهمة في التعافي والصمود . فالشباب ليسوا مجرد متلقين للمساعدات، بل هم غالبًا ما يكونون مستجيبون أوليون وعناصر تغيير مؤثرة، ويجلبون القيادة والإبداع والأمل إلى مجتمعاتهم في أوقات الأزمات.

يلتزم صندوق الأمم المتحدة للسكان بضمان إدماج المراهقين والشباب في حالات الأزمات إدماجًا كاملًا في الاستجابة الإنسانية - كمشاركين واعين، وشركاء موثوق بهم، وقادة ناشئين. من خلال المساحات الصديقة للشباب، وبرامج التدريب، واستراتيجيات المشاركة الشاملة، يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على توسيع نطاق الوصول إلى الخدمات المنقذة للحياة، وتعزيز مشاركة الشباب، وإيجاد مسارات للشباب للتأثير في القرارات التي تؤثر عليهم. يشارك صندوق الأمم المتحدة للسكان في قيادة "ميثاق الشباب في العمل الإنساني"، وهي مبادرة عالمية تجمع أكثر من 50 جهة فاعلة في المجال الإنساني لإعطاء الأولوية لحقوق الشباب واحتياجاتهم وقيادتهم في حالات الطوارئ.

جمع البيانات

يُعد صندوق الأمم المتحدة للسكان رائدًا في جمع البيانات بشكل آمن وأخلاقي وسريع أثناء حالات الطوارئ الإنسانية، مما يضمن أن تكون الاستجابات مبنية على الأدلة ومُصممة خصيصًا للواقع الموجود على الأرض. يتمثل جزء أساسي من هذا العمل في تنسيق نظام إدارة معلومات العنف القائم على النوع الاجتماعي، الذي يدعم الجهات الفاعلة الإنسانية في جمع البيانات وتحليلها واستخدامها لفهم الاحتياجات المتطورة وتقديم الخدمات بناءًا على هذا الفهم. في حالات الأزمات، حيث غالبًا ما تكون البيانات المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي نادرة، يُعد هذا النظام ضروريًا لتصميم تدخلات مناسبة ترتكز على الناجيات، ومناصرة تعزيز جهود الحماية.

التنسيق

يساهم صندوق الأمم المتحدة للسكان بفعالية في السياسات الإنسانية وتنسيقها من خلال مشاركته في اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات، وهي المنتدى الرئيسي للتعاون في مجال المساعدات الإنسانية، مما يُسهم في صياغة البرامج والمعايير التي تعكس حقوق واحتياجات النساء والفتيات في حالات الطوارئ.

 

تم التحديث في 9 يونيو 2025

بادِروا بالمساعدة